ظهرت لديه الموهبة القصصية في سن السادسة عندما كان أطفال القرية يلتفون حوله بعيونٍ شاهرة، ليستمعون إلى قصصه التي كان يؤلفها عفو الخاطر من وحي خياله و يحكيها في الحال. لم يكن يدرك في ذاك الوقت أنه كان موهوبا، يصوغ عملا إبداعياً متميزاً؛ كان يعتقد أن لدي أي إنسان القدرة على صياغة قصة شيقة ببساطة من نسج الخيال
في العاشرة من عمره كان يكتب الشعر وقد تميز في المدرسة بمواضيع الإنشاء التي أحبها وقدرها كل معلمينه. كان أيضاً قارئاً جيداً ولديه شغف شديد للمعرفة
في 1934، التحق بكلية العلوم بجامعة القاهرة وتخرج بإمتياز مع مرتبة الشرف عام 1938، و عين معيداً بالجامعة في نفس العام بقسم علم الحيوان. أثناء سنوات الدراسة في الجامعة كان يكتب الشعر والقصة القصيرة لمجلة الكلية وقد حازت كتاباته على إعجاب زملائه وأساتذته. وحدث ذات يومٍ، أن الأستاذ "محمد فتحي"، مدير الإذاعة المصرية قد قرأ مصادفتا مسرحيه كان قد كتبها يوسف عز الدين عيسى لمجلة الكلية، بعنوان "عجلة الأيام". و قد أعجب بها الأستاذ محمد فتحي اعحابا شديدا، فقد وجد في المسرحية أسلوباً غير نمطي وطلب من مساعديه أن يبحثوا عن هذا الشاب الصغير الذي كتب المسرحية
وعندما تقابل مع يوسف عز الدين طلب منه إذن إذاعة المسرحية للراديو المصري. أذيعت المسرحية عام 1940. كانت مسرحية "عجلة الأيام" عملاً ذات طابع فلسفي خيالي في قالب كوميدي راقي وكانت هذه المسرحية بمثابة العمل الذي سيكون بداية لعمله ككاتبٍ ومؤلف في هذه السن الصغيرة
إن مسرحية (عجلة الأيام) تبدأ برجلٌ عجوز وزوجته يجلسان معاً ويسترجعان الماضي أثناء مشاهدتهما لغروب الشمس. وفجأة يكتشفان شيئاً عجيباً وهو أن الشمس لم تعد تتحرك نحو المغرب ولكنها تتحرك إلى الوراء تجاه المشرق! و تبدء الأيام تتحرك نحو الوراء لا الي الأمام، إذاً فالأمس يصبح الغد والماضي يصبح المستقبل وهكذا. ومع هذه العودة الي الوراء تتغير معاني الحياة تماماً